حجة الوداع
أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالحج وجعله ركنًا عظيمًا من أركان الإسلام، وجعل جزاءه مغفرة الذنوب للحاج وكأنه ولد من جديد، قال صلى الله عليه وسلم «مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ؛ رَجَعَ مِنْ ذُنُوبهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» (متفق عليه)
ومع ذلك لم يحج هو نفسه صلى الله عليه وسلم إلا مرة واحدة في آخر حياته في السنة العاشرة للهجرة؛ تيسيرًا على الأمة، وهي الحجة المعروفة بـ«حجة الوداع».
وقد أحرم النبي صلى الله عليه وسلم للحج ثم لبّى قائلًا: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ» (رواه البخاري)، فكان أكبر ملامح حج النبي صلى الله عليه وسلم هو توحيد الله وإفراده بالعبادة، والإكثار من ذكره سبحانه وتعالى
والتواضع له.
«وبقي صلى الله عليه وسلم ملبيًا حتى دخل مكة المكرمة، وطاف بعدها بالبيت سبعة أشواط، واستلم الحجر الأسود وصلّى ركعتين عند مقام إبراهيم وشرب من ماء زمزم، ثم سعى بين الصفا والمروة.
وفي اليوم الثامن من ذي الحجة توجه إلى منى فبات فيها.
وفي اليوم التاسع توجه إلى عرفة، فصلى فيها الظهر والعصر جمع تقديم في وقت الظهر، ثم خطب خطبته الشريفة التي سميت فيما بعد «خُطبة الوداع»؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ودَّع الناس فيها، وعلمهم في تلك الخطبة أمر دينهم، وأوصاهم بتبليغ الشرع إلى من غاب عنها فإذا غربت الشمس أفاض من عرفة بسكينة. - وسار ملبِّياً حتى أتي مزدلفة فصلي بها المغرب والعشاء جمعاً ويقصر العشاء، ورخص صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ للضعفة أن يخرجوا من مزدلفة بليل، ويبقى القوي في مزدلفة حتى يصلي الفجر، ثم استقبل القبلة وحمد الله وكبره وهلله حتى يسفر جداً. - ثم دفع من مزدلفة قبل طلوع الشمس، وعليه السكينة، ملبياً. -والتقط سبع حصيات من الطريق حتى إذا أتى جمرة العقبة رماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ويقطع التلبية. - ثم نحر هديه، وحلق رأسه وطاف طواف الإفاضة وسعى بين الصفا والمروة سعي الحج -وبات بمنى ليلة الحادي عشر والثاني عشر، ورمي الجمرات الثلاث يوم الحادي عشر بادئاً بالصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى،وكذلك في اليوم الثاني والثالث عشر، ثم طاف طواف الوداع.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ»
(متفق عليه).
كيف يساعد الحج والعمرة في جمع كلمة المسلمين؟
https://www.withprophet.com/ar/%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D8%B1%D8%A9