قصة المتاهه ( 11 )

فيوتشري مشارك

علاقته مع اخوته ( محمد وخالد ) طيبه فهم يحبونه جدا وهو يكن لهم كل الحب والتقدير فهم اللذين خرج بهم من الدنيا مع امه وهم بالنسبة له كل شيء وكان يحنو عليهم ويسهم احيانا بما لديه من مال عند امه فى قضاء احتياجاتهم وكان سخيا معهم فى ذلك حتى والدهم يرسلهم له احيانا اذا طلبوا منه شيء ولم يجدوه عنده فهو فى نظره الاخ الكبير الذى يعمل ويدرس فى آن واحد ويملك المال لذا يجب ان يسهم ولو بالقليل فى شئون المنزل , ورغم ذلك صار يكثر الحديث مع ميمونه حول عمر و عمله و دراسته ويتعمد ان يسمعه عمر فيقول لها : هل يعمل ابنك بالوقود كالسيارات ام انه جماد لايحس ؟ الا يرحم نفسه قليلا ؟ ولماذا هذا اللهث ؟ ليس هناك ما يستحق كل هذا العناء واذا ترك العمل والتفت لدراسته انا لن اقصر معه كما كان سابقا ام ترين انى قصرت معه فى شيء الم يكفكم ان كفلته وصرت له ابا ؟ الناس اصبح لاشغل لهم الا عمر يا ميمونه حتى محمد وخالد صاروا يسألونى لماذا يعمل عمر بعد المدرسه يا ابى واذا استمر عمر يا ميمونه بهذه الطريقه سيقع يوما من طوله من فرط الاجهاد والتعب وانت تعلمين حالنا لا نملك ما نسعى به للاطباء لعلاجه لهذا تكلمى معه وحثيه على ترك هذا العمل او ليترك المدرسه ويتفرغ للعمل اذا لزم الامر .
يسمع عمر الكلام كله ولكنه لايحرك ساكنا ويتصنع النوم حتى لا يثير المشاكل بين امه وزوجها فى حال رد هو على جابر وهو يعلم تمام العلم انه لو ترك العمل لا يستطيع ان يدس لان جابر لن يلتزم بمصاريفه الدراسيه رغم ما يظهره الان من معسول الكلام مع امه لانه لاحظ قبل ان يعمل فى سقاية الماء كان جابر حريص على تجريد امه من مالها بطرق واسباب واساليب مختلفه لكن الهدف الاساسى ان لايكون معها مال تجابه به مصاريف عمر الدراسيه وايقن عمر ان الرجل بات يكرهه لكن يجب ان يصمت ويهادن حفاظا على بقاءه فى المنزل وسط امه واخوته.
وفى هذه الفتره بدأت مواهب عمر تتفتح رغم كل هذا فكان ان اصبح من اعمدة فريق كرة القدم الاساسيه فى القرية والمدرسه وكان يلعب بكل تفانى واخلاص وكان ماهرا فى كرة القدم الشيء الذى اكسبه حب الناس وتشجيعهم له والهتاف باسمه فى المباريات , حتى زملائه وخصومه من الفرق الاخر التى كانوا يتبارون معها تعجبهم اخلاقه وطريقته فى اللعب وعدم ميله للعنف واللعب الخشن لذلك كانوا حريصين على اللعب معه بنفس طريقته فى اللعب واحترامه وصار البعض منهم يحذون حذوه ويقلدون طريقته.
وفى نفس الوقت وبذات القدر تفتقت موهبته فى مجال المسرح والتمثيل فكان ان صار من ابرز المشاركين فى الليالى الثقافيه والمهرجانات التى تقيمها المدرسه ومن خلالها بزغ نجمه كممثل بارع ابدع فى ايامه تلك هو وزملائه واثروا النشاط الثقافى بالمدرسه , ساعد فى ذلك ان الاستاذ الذى كان يشرف عليهم فى هذه الشعبه رجل فنان وذواق يحب الابداع وذاد من حماسته ما وجده عندهم من موهبه و حب للمسرح والتمثيل خاصه , وبالقدر الذى كان يشجعهم فيه على المسرح والتمثيل كان يحثهم ايضا على الدراسة والتحصيل وكان شعاره فى ذلك ( علم وابداع ) ويرى ان الطالب او التلميذ المتميز يجب ان يكون هو نفسه الطالب والتلميذ المبدع . فكانوا يمثلون المسرحيات الدينيه القصيره والصغيره الموجوده اصلا فى كتبهم المدرسيه كمسرحية ( اسلام سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه ) مثلا وغيرها من التمثيليات والقصص الدينيه فى المناسبات الدينيه كالاحتفال بالمولد النبوى الشريف والعديد من المسرحيات ذات الطابع الكوميدى فى ليالى المدرسه الثقافيه والدورات المدرسيه وكان الجميع يتوقعون له مستقبلا باهرا فى التمثيل خصوصا استاذه المشرف عليهم والذى كان يقول له : اتمنى ان لا تنسانا يا عمر عندما تصير ممثلا كبيرا ونجما زائع الصيت فانا اتوقع ان نراك يوما ما على خشبات المسارح الكبيره وشاشات التلفاز واتمنى ان اعيش حتى ذلك الوقت لافرح لك واقول بكل فخر واعزاز ان هذا الممثل الذى ترونه كان احد تلاميذى فى يوما من الايام .
ونواصل

التوقيع

جامع