محبة الله.. حقيقة الإيمان والطريق لظل عرش الرحمن
مفهوم المحبة في القرآن
ثبت في القرآن حب الله تعالى للإنسان، وحب الإنسان لله، يقول الله: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31]
والمحبة الشرعية ليست مجرد عاطفة متعلقة بالوجدان وحده، وإنما هي متعلقة بالوجدان والعاطفة، والعقل والإرداة، والعمل: عمل القلب، وعمل الجوارح؛ إذ أنها جزء مهم من الإيمان، قال شيخ الإسلام ابن تيمية "أصل الإيمان العملي هو حب الله تعالى ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحب الله هو أصل التوحيد العملي وهو أصل التأليه الذي هو عبادة الله وحده لا شريك له، فإن العبادة أصلها أكمل أنواع المحبة مع أكمل أنواع الخضوع وهذا هو الإسلام''. وقال: ''أصل الإشراك العملي في الله الإشراك في المحبة، كما قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّه) (البقرة:165)
وفي القرآن تأتي مفردة الحب والمحبة ومشتقاتها مرتبطة بعدة معاني:
إثبات لصفة الحب عند الله، فهو { الْغَفُورُ الْوَدُودُ}[البروج: 14].
إثبات لمحبة الله للمؤمنين وتفنيد لصفاتهم ومن أهمها: المحسنون، والمتقون، والصابرون، والمتوكلون، والمقسطون، والتوابون، المُتطهِّرون، ومن ذلك قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة: 13]، وقوله: { بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}[آل عمران: 76].
ملازمة المحبة لأفعال العباد المؤمنين ومنها قول الله عن المجاهدين: { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ }[الصف: 4]
علامة محبة العبد لله ورسوله هي صدق الاتباع: يقول سبحانه: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }[آل عمران: 31]
ومن الآيات ما يشير لتأليف الله قلوب البشر وبخاصة المؤمنين، يقول الله: { إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا }[مريم: 96]، والله قد زين الإيمان وحببه لعباده المؤمنين، يقول: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ}[الحجرات: 7]
إثبات لعدم محبة الله لصفات الظلم في العباد ومنها: المعتدون، والظالمون، والمفسدون، والمسرفون، والمستكبرون، والخائنون، والكافرون والفرحون، ومن ذلك قوله تعالى: { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ }[الأعراف: 55]
https://www.with-allah.com/ar/%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A8%D8%A9-%D9%88%D9%85%D8%A7-%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81%D9%87%D8%A7-%D9%88%D9%85%D9%81%D9%87%D9%88%D9%85%D9%87%D8%A7#ix1