البارحة كنت في منزل أختي أزورهم وبينما أنا في مجلسي معهم إذ طلع علي ذاك الطفل جميل المحيا باسم الثغر
هذا الطفل مختلف بالنسبة لي وذلك أنه كلما رأني بادرني بقوله ( خالو أنا أحبك ) وأضاف عليها هذه المرة قوله ( من زماااااااااان ما شفتك )
علما أنه قريب لنسيبي ولكن يناديني بـ ( خالو ) كما يناديني أبناء أختي .....الغريب في الموضوع أنه كلما قابلني يؤكد لي أنه يحبني < وتظهر أمارات الصدق من وجهه وأن لمن في عمره أن يتصنع الحب
حقيقة أنا بطبعي لدي شغف بالأطفال وكذا الأطفال يستأنسون بي فالحب متبادل لكن هذا الطفل دخل قلبي بطريقة مختلفة
ذالك أن افصاحه بحبه لي وتكرار ذالك جذبني نحوه فعبارة ( خالو أنا أحبك ) تركت لدي شعور جميل وإن كانت من طفل صغير
جلست لوحدي أفكر في بيتي عن مدى مفعول مثل هذا التصرف من هذا الطفل وماذا لو استثمرت مثل هذه المهارة في التعامل مع الناس ...هذا التفكير جعلني أعود للوراء قليلا لأتذكر محاضرة للدكتور طارق السويدان
والتي كان يقول فيها ( البعض من الناس يجعلك تحبه لأنه يحبك أو مهتم بك ) وذكر قصة حصلت له حينما سافر لأمريكا لإكمال دراسته يقول : كانت الاتصالات لاتتوقف بيني وبين زملائي في الكويت ومع مرور الأعوام وطول الغياب فترت العلاقة مع أكثرهم فلم تعد الاتصالات إلا نادرا ومن أشخاص محدودين إلا أن شخصا واحدا هو الذي استمر في التواصل المستمر .....الغريب في الموضوع أن علاقتي بهذا الشخص لم تكن قوية في الكويت لكن تواصله واهتمامه أسرني وجعلني أحبه انتهى كلام الدكتور.
ووجدتني أعود للوراء أكثر وإذا أنا أستمع للصحابي الجليل عمرو بن العاص الذي يقول : ما رأني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسم حتى ظننت أني أحب الناس إليه فلما جإت إليه وسألته
من أحب الناس إليك قال ( عائشة ) قلت من الرجال قال ( أبوها ) قلت ثم من قال ( عمر ) قلت ثم من قال (عثمان ) حتى خشيت أن لا يعدني معهم انتهى كلام ذاك الجليل
أقول:
إنظر كيف أسر الأول بالإهتمام و الصحابي بحسن اللقاء وطلاقة الوجه والابتسام......أتراها أمور يصعب تطبيقها مع من نحب ؟
إننا حقيقة نبخل بهذا على من حولنا ولو أننا طبقنا بعضا من هذا لتحسنت كثير من العلاقات
بقليل من الحب و ابداء الاهتمام وطلاقة الوجه و اللسان
نكسب قلوب أحبابنا
إن طفلا في هذا العمر حرك مكنونات نفسي
بعبارة ( خالو أنا أحبك ) وتكرارها وتأكيدها في كل مرة
فكيف لو أنها من راشد أعلم أنه يعي ويقصد ما يقول
بقي أن تعلموا أني حينما سألت أخيتي عن هذا الطفل وحبه المفرط لي قالت لي :
إن فلانا تعني الطفل ما يقابل أحد إلا ويكرر عليه أنه يحبه .... < حطمتني
تحية لكم من مكين
معذب قلوب الاطفال