قــال ابن حزم الأندلسي – رحمه الله – في كتابه " طوق الحمامة في الالفة والألاف " :
حدّثــني إبــن موسى هارون إبن موسى الطيب قال : رأيتُ شابا حَسَنَ الوجه من أهل قرطبة،
قد تعبّد ورفض الدنيا، وكان له أخ قد سقطت بينهما مَؤونة التحفظ، فزاره ذات ليلة، وعـزم المَبيتَ
عنده، فعرضتْ لصاحب المنزل حاجة إلى بعض مَعَارفه بالبُعـد عن منزله، فنهض لها على أن ينصرف
مُسرعا، ونزل الشاب في داره مع امرأته وكانت غاية في الحسن وتِـرْبًا للضيف في الصِّبا، فأطال ربّ
المنزل المقام إلى أن مشى العَسَسُ، ولم يمكـنه الإنصراف إلى منزله، فلما علمت المرأة بفوات الوقت،
وأن زوجَها لا يمكنه المَجيء تلك الليلة، تاقـتْ نفسُها إلى ذلك الفتى، فبرزت إليه ودَعَـته إلى نفسها،
ولا ثالث معهما إلا الله عـزوجل، فوضع أصْبُعَه على السِّراج فتفــقع ثم قال : يا نفسُ ذوقي هذا، وأين هذا
من نار جهنم ؟ فهال المرأة َمارأت، ثم عاودته، فعاودته الشهوة المُركبة في الإنسان، فعاد إلى الفِعلة الأولى،
فانبلج الصباح، وسبّابــته قـد اصطلمتها النار " أين نحن من هذه القصة ومن مثل هذه النماذج التي باتت تندثر
شياء فشياء ؟ أين نحن من ضمير هذا الرجل الطاهر الذي نهى نفسه عن غيها وضلالها ؟ ماذا نستفيد من مثل
هذه النماذج عندما نرى في مجتمعنا الأرتري فئة من الشباب الأرتري الذي يترك العنان لشعره حتى ينسدل حزو
كتفيه ويلبس بنطلون يكاد بل يلاصق جسده ليظهر اردافه وحتى يظهر مفاتنه للجنس اللطيف ليجتذبها نحوه
كجذب المغنطيس لينال منها وطره ! ماذا نستفيد من مثل هذه النماذج عندما نرى فتاة ارترية تلبس الجنز
اللاصق بجسدها تمشي بلا استحياء وجسمها يفوح منه جميع انواع الزهور والورود من وجه ملطخ
بالمكايج وعطور فرنسية في الآباط والصدر تشتم رائحتها على بعد امتار . ماذا نستفيد
من هذه العبر والقصص وقد جعلن بعض الفتيات الأرتريات من حجابهن كحجاب
لندن ضيق في التصميم بحيث يظهر مفاتن ما فوق السره وتحتها لاصق على
الكتف والأرداف والظهر والبطن بل حجاب مفتوح من الامام مع بنطلون
جنز لجذب الفريسة للأيقاع بها في مهاوي الرذيلة الم تعي تلكم
الفتيات وتسمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
( إياكم وخضراءَ الدِّمَن" فقيل: وما خضراء الدِّمَن؟ قال:
"المرأة الحسناء في مَنبَت السُّوء"). والسؤال الاخير هو
لماذا اغرتنا المظاهر الخادعة من غير الجوهر ؟ واخيرا
اسأل الله ان يسدد خطانا وخطاكم في تناول هذا الموضوع بجدية وشكرا .