السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الزائر / أختي الزائرة يرجي التكرم بتسجيل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل أن لم تكن عضو وترغب في الانضمام إلى أسرة فيوتشر إرتريا
سنتشرف بتسجيلك
شكراً
إدارة فيوتشر إرتريا
منتديات فـيـوتشر إرتريا
[
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الزائر / أختي الزائرة يرجي التكرم بتسجيل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل أن لم تكن عضو وترغب في الانضمام إلى أسرة فيوتشر إرتريا
سنتشرف بتسجيلك
شكراً
إدارة فيوتشر إرتريا
منتديات فـيـوتشر إرتريا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
عدد المساهمات : 538نقاط : 665تاريخ التسجيل : 09/04/2010 فرحانة
معلومات الاتصال
موضوع: بَابـُــورْ ظــَـلِـيـمْ الأحد 23 مايو 2010, 4:50 pm
"بابورظليم" هو القطار الذى كان يعمل بين ميناء مصوع ومدينة أغوردات مروراً بالعاصمة أسمرا ومدينة كرن ، واطلق عليه وصف "الظليم" لسواده الداكن والدخان الأسود الذى كان يتنفسه حيث كان الفحم الحجري الأسود غذاه ومبعث الحياة فيه ، فهذ القطار كان من مخلفات الآلة البخارية لجيمس واط كما يقولها العرب او جيمس وات كما يقولها الإنجليز ، ولا تجد مثله فى اي مكان من العالم الا َّ فى افلام الكاوبوي الأمريكية القديمة ، وهو البابور الذى تغنى به الفنان احمد محمد عثمان (ود شيخ) ووصفه بالدِرُويْ
ولكن فى نهاية الستينات تم تغيرالقاطرة البخارية السوداء بقاطرة ديزل مطلية باللون الأبيض وحل البابورالأبيض او بابور ظعدا مكان البابور ظليم.
بداء العمل فى مد سكة الحديد الإرترية من ميناء مصوع فى سنة 1887م بعد قليل من وصول الطليان الى إرتريا فى عام 1882م وفى عام 1911م بعد اربعة وعشرون عاما من العمل المتواصل وصل الخط الى العاصمة أسمرا على مسافة 117 كيلو متراً من مصوع. وهذا الجزء من الخط ربما كان الأصعب لمده نسبتاً لجغرافية وطبيعة تضاريس الجبال الوعرة التى يقبع ميناء مصوع في أقدامها والعاصمة أسمرا على قمتها على إرتفاع سبعة الف وثلاثة مئة قدم فوق سطح البحر، وفى هذه المسافة القصيرة يمر الخط فوق خمسة وستون جسراً ويمر بداخل تسعة وثلاثون نفقاً حُفرت فى داخل الجبال أطولها يصل طوله الى 320 متراً .. ويعتبر ذلك الجزء من سكة الحديد الإرترية من معجزات الهندسة الإيطالية ومن المنجزات العالمية الكبيرة فى البناء فى النصف الأول من القرن الماضي.
أستمر مد الخط من أسمرا غربا الى مدينة كرن على بعد تسعون كيلو متر من أسمرا ، وبعد عشر سنوات اخرى من العمل المتواصل وصل الخط الى كرن فى عام 1922 م ، وتواصل بناء السكة من كرن الى أغوردات حيث وصل الى حقات فى عام 1925م والى اغوردات فى عام 1928م والى بيشا على بعد 280 كيلو متراَ من مصوع فى عام 1932م ، وتوقف عمل مد سكة الحديد فى بيشا لأن الإيطالين وظفوا كل طاقاتهم المدنية والعسكرية لغزو أثيوبيا الذى حصل فى عام 1935م.
ان بناء سكة الحديد الإرترية أخذ خمسة واربعون عاماً ويقال انه كان فى نية الطليان مد الخط الحديدي الى تسني فى غرب البلاد وربطه بسكة الحديد السودانية فى كسلا ، ولكن الحرب عصفت بالمشروع اولاً ولاحقا بحكم الطليان أنفسهم حيث هُزموا فى إرتريا فى أبريل عام 1941 ، وربما كمؤاشر لبداية خراب خط سكة الحديد الإرترية توقف القطار من العمل بين مدينة أغوردات وبيشا فى عام 1942م مباشرتاً بعد خروج الإيطالين من إرتريا ولكن نهايته الحقيقية كانت فى عام 1975 فى عهد حكم الدرق الأثيوبي.
فى خلال الستون عاما التى عملت فيها سكة الحديد الإرترية (1911-1971) وصلت خدماتها الى الذروة فى حوالى سنة 1965م عندما حملت حوالي 200 الف طن من البضائع والمنتوجات الزراعية ونقلت حوالي نصف مليون مسافرفى السنة ، ولكن بعد ذلك اخذت الأمور فى التدهور نتيجة حرب التحرير التى كانت تدور رحاها فى المنخفضات الغربية والشرقية.
كان القطار ينطلق فى الصباح الباكر من محطته الأولى فى ميناء مصوع متوجها الى اسمرا ويمر بمحطات حطملو وام كلو ودوق علي او دوقلى وماي عطال ودماس وقندع و إمباتكلا ونفاسيت واربعا ربوع وبعدها أسمرا.
بابور ظليم فى مصوع
بابور ظليم فى محطة نفاسيت
لوترينا فى الطريق بين اسمرا ومصوع
وفى رحلته من أسمرا الى كرن كان يمر بظعدا كرستيان و ظعزقا ودم سبأي وإمبا درهو ثم عيلا برعد وحليب منتل.
أتسيونى او محطة "حليب منتل" المهجورة كما تظهراليوم
وعندما تصل سكة الحديد ، والتى كانت تعرف بـ "سِكـَّتْ" فقط ، الى مدينة كرن كانت تدخل الى المدينة من الشرق بحلة حشلا على قدم " دبر إي تعبر" وتتجه غربا مرورا بحلة "عد سودان" وتكون الفاصل او الحدود بين حلة "عد دبر" و حلة " عد سودان " .. وتمر فوق محاز عد سيدي الذى يشطر المدينة الى نصفين فوق جسر كبيريعرف بـ "بونتو بابور" عبورًا الى الـ " فوربيت" وهذه هى محطة القطارالقديمة والتى أصبحت اليوم محطة للباصات.
جسر لسكة الحديد فوق محاز عد سيدي فى مدينة كرن كما يظهر
اتسيوني كرن كما تظهر وقد أصبحت موقف للباصات
بعد خروج القطار من محطة كرن متوجها غرباً الى إغوردات كان يمر من تحت الجسر بالقرب من مدرسة البنات والمؤادي الى كرن لعالاي وبعدها يتجه الى ممر طنقلحس بين جبل زبان وسنكيل مروراُ بالشيشيتا تاركا ميدان مقارح الى يمينه ، وبعد تجاوزه ممر طنقلحس كان ينطلق الى سهل أشديرا والمحطة الأولى التى يصلها كانت محطة أشديرا ، تليها " أتسيونى حُمَدْ" او "محطة حُمَّدْ" ولا أعرف من يكون حُمد الذى سُميت المحطة بإسمهوكم كان جميلا لو تكرم من يعرف قصة حمد او " أتسيونى حُمَّدْ" ان يكتبها لنا هنا حتى نعطى ذلك الـ "حُمَّدْ " حقه ، فقطعا ان هناك قصة مثيرة من وراء تلك التسمية ، وحتى لا يطويها النسيان الى الأبد علينا ان نجد القصة ونُوثقها .. وبعد أتسيوني حمد المحطة التالية كانت "أتسيونى حقات "كما يسميها أهلها قبل ان يحرفوها الوافضون الجدد الى " حقاز". وبعد حقات كانت هناك أتسيونى دعروتاي فى إمْ فِلُوكْ على أرض عد فاكَايْ وتتلي تلك المحطة "اتسيونى عَدَرْدِى" او "عد أرْدِى" ثم "اتسيونى إنفوطات" وبعدها تصل السكة الى مدينة أغوردات وتستمر الى بيشا على مسافة ثلاثون كيلو متراً من أغوردات ولكن عمل القطار بين أغوردات وبيشا كان قد ت وقف فى عام 1942 م.
محطة اغوردات
كان هذا القطار يجوب البلاد من الشرق من ميناء مصوع الى أغوردات فى الغرب ، وفى رحلته من مصوع الى اسمرا كان يتسلق الى هضبة الحماسين ببطئ مثل ثعبان ضخم ، وفى عراكه مع قوة الجاذبية تراه يلهث وينفث دخانه الأسود ، وبعد وصوله الى اسمرا كان يتوقف فى الفوربيت حينا من الوقت يلتقط أنفاسه ويستجمع قواه قبل البداء فى رحلة الهبوط الى المنخفضات الغربية الى مدينة كرن ثم مدينة أغوردات فى غرب البلاد ، وكان فى هذا الجزء من الرحلة يبدو وكأنه فى نشوة بعد عناء الصعود وسائقه لا تفارق يده الفرامل ، وفى رحلة العودة يعاود القطار رحلة الصعود والهبوط من جديد.
استمرت رحلة الصعود والهبوط ثم الصعود والهبوط مجدداً مثل رقاص الساعة من عام 1912 الى عام 1971 حين توقف البابور مع إخته "اللوترينا " من العمل بعد عشرة سنوات من بداية حرب التحرير، فقد نسفت مجموعة من مقاتلين جبهة التحرير جسر للقطار على طريق كرن - أغودات لأن قوات الإحتلال الأثيوبية كانت تستعمله لنقل الجيش والعتاد ، ولكن النهاية الحقيقة لسكة الحديد الإرترية حصلت فى السنين الأولى لحكم الدرق الأثيوبي فى عام 1975 عندما استولى الجيش الأثيوبي على القضبان الممتدة من مصوع الى بيشا وبداء فى عملية قلع السكة بصورة منظمة واستخدام قضبانها لبناء الدفاعات العسكرية ، وفى خلال سنة او سنتين هدم الإثيوبين ما بناه الإيطاليون فى خمسة واربعون عاما من العمل المتواصل ، واليوم اصبحت الأرض التى كانت تمر من فوقها سكة الحديد فى كرن أزقة وشوارع عامة واصبح اجزاء منها ميادين للعب كرة الشراب يصعب للمرء ان يتخيل من إنها كانت فى الماضى القريب جزء من سكة الحديد ولم يبقى من ماضيها سوى اشجار البلس التى كانت تحف بها من الجانبين
بعد التحرير فى فترة التسعينات كانت هناك محاولة من جانب الحكومة لتأهيل سكة الحديد الإرترية وبالفعل تم إصلاح جزء منها بين مصوع واسمرا ولكن عملية إعادة البناء والتأهيل توقفت تماما بعد إندلاع الحرب مع إثيوبيا فى عام 1998 م.
فى كرن وصول اللوترينا فى حوالي الساعة الحادية عشر قبل الظهر كان يعني لنا اطفال الخلوة نهاية الفترة الصباحية فى الخلوة ، ووصول القطار فى الواحدة والنصف كان بداية الفترة المسائية. عند وصول اللوترينا كان شيخنا او سيدنا كما كنا نناديه فى الخلوة يصفق يده بإعلان الفترة الصباحية ويعطي الإشارة للوكيل وهو واحد من بيننا يعمل بالمجان مساعد او قل نائب لسيدنا لتسير امور الخلوة ، وبعد جمع الألواح التى كنا نستعملها للكتابة يرفع سيدنا يده للدعاء ونحن كذلك نفعل الشئ نفسه ، ويقول سيدنا دعائه والتى لم نكن نستمع اليها ابداً ، وما ان يقول سيدنا "أمين" ويمسح بكلتا يديه على وجهه حتى كنا نتدافع الى خارج الدار، اما موعد وصول البابور الى كرن كان فى الواحدة ظهراًً وبعد التوقف فى المحطة كان يتوجه الى أغوردات ، وفى نفس الموعد كان يصل القطار الثاني من أغوردات ويتوجه الى أسمرا فى الإتجاه المعاكس ، وكان وصول البابوريعني بداية الفترة المسائية للخلوة وكعادة الأطفال كنا نتماطل من الذهاب الى الخلوة ولكن دائما يكون فى البيت من يقول "يوليد .. هَيَّا قرآن !"
كان وصول القطار واللوترينا من الروتين اليومي للمدينة وربما كان له مساهمة ولو متواضعة فى إقتصادها المحلي ، ولكن الأهم كان له تأثير نفسي عند سكان المدينة .. أذان الصلوات الخمسة من الجامع او المسجد الكبير وصفارة بابور ظليم المتزامنة مع الشمس الحارقة عند الظهيرة واجراس كاتدرائية سان أنتونيو فى الخامسة والنصف مساءً مع غروب الشمس وإشاعتها الذهبية كانت من الأشياء التي توحي لنا من ان كل شيء بخير .. كنا نفرح لوصول البابور وسماع صوت صفارته التى لا تتغير كأنه يعلن لنا ان الدنيا بخير لأن زماننا كان بداية عهد المعانات والشتات الذي لا زلنا نعاني منه ويعاني منه أبنائنا ولكنهم احسن منا بكثير لأنهم لم يعرفوا كل ذلك الجمال .. ومع إختفاء البابور إختفى علم من معالم إرتريا وجزء مهم من تأريخها ، وان الخراب الذي حلا بسكة الحديد الإرترية يشبه الى حد كبير الخراب الذى حلا بالوطن ، ووضع سكة الحديد الراهن والتي توجد فى غيبوبة تامة تتأرجح بين الحياة والموت يجسد الوضع الراهن للوطن الذي يقف على حافة الإنتحار!
هذا كل ما تبقى من السكة (بالقرب من حليب منتل بين كرن واسمرا)
جلال إبراهيم
ـ
بيانات العضو
ارتريه ما شافت بلدها
مشرفة عامـة
معلومات العضو
عدد المساهمات : 1260نقاط : 1654تاريخ التسجيل : 09/04/2010 رايقة
معلومات الاتصال
موضوع: رد: بَابـُــورْ ظــَـلِـيـمْ الإثنين 24 مايو 2010, 10:40 pm
واااااااو بابور يجنن والله بلدنا حلوه تسلمي غاليتي على تعريفك ومع الصور الله يعطيك العافية ويسعدك ربي
ـ
بيانات العضو
SHOOTER
مشرف عام
معلومات العضو
عدد المساهمات : 95نقاط : 107تاريخ التسجيل : 14/04/2010
معلومات الاتصال
موضوع: رد: بَابـُــورْ ظــَـلِـيـمْ الإثنين 24 مايو 2010, 10:51 pm
طرقت جرس الحنين الى الوطن لاول مرة اشتاق لارتريا ولرؤية بلدي